احتقان ثدي المرضعة (بالانجيليزية: Breast Engorgement) أحد أخطر مشاكل الرضاعة الطبيعية، التي تواجه الأم بعد الولادة لاسيما أول خمسة أيام من الرضاعة الطبيعية.
تشعر عادة الأمهات بالذعر والقلق عندما تصاب باحتقان الثدي، خاصة إذا كانت أمًا للمرة الأولى.
الأمر ما زال جديدًا عليها وينتابها القلق نحو مسؤولية طفل جديد بالإضافة إلى الألم، الذي تشعر به بسبب تحجر ثديها.
فما هو احتقان ثدي المرضعة؟ وما هي أسبابه وطرق الوقاية منه؟ وماذا ينبغي عليكِ فعله إذا أصبتِ باحتقان الثدي بعد الولادة؟
سنطرح لكِ المشكلة وأسبابها وكل ما يتعلق بها عبر سطور مقالنا التالي، فهيا بنا.
ما هو احتقان ثدي المرضعة؟
يعرف احتقان ثدي للمرضعة بالتهاب الثدي، أو تحجر الحليب داخل الثدي. يحدث ذلك عادةً في الأسبوع الأول من الرضاعة الطبيعية (من اليوم الثالث إلى اليوم الخامس)، لكنه من الممكن حدوثه في أي وقتِِ لاحق.
ما هي أسباب حدوث احتقان ثدي المرضعة؟
يحدث احتقان الثدي للمرضعة عادة نتيجة لزيادة تدفق الدم عبر الأوعية الدموية المغذية للقنوات اللبنية.
يؤدي تدفق الدم إلى زيادة إنتاج الحليب في ثدي الأم، كما يحدث ذلك في الأيام الأولى بعد الولادة وقد يظهر أيضًا بعد أسبوع أو اثنين.
الجدير بالذكر أن احتقان الثدي للمرضعة يحدث نتيجة لاحتباس الحليب في ثدي المرضعة، مما يؤدي إلى تحجره والتهابه.
يحدث احتباس الحليب في ثدي المرضعة لعدة أسباب تتمثل فيما يلي:
- الرضاعة الصناعية، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الحليب في ثدي الأم.
- زيادة عدد رضعات الطفل، فيؤدي إلى زيادة تدفق الحليب في ثدي الأم.
- رفض الطفل للرضاعة، أو رضاعته بكميات قليلة تؤدي إلى احتباس الحليب في القنوات اللبنية.
- إهمال شفط الثدي من الحليب في أثناء الأيام الأولى من الولادة، كي تعززي إفراز الحليب. بالإضافة إلى التخلص من الحليب القديم، حتى انتظام الطفل في الرضاعة الطبيعية.
كذلك من الممكن حدوث تحجر واحتقان الثدي للمرضع في مراحل متقدمة مثل:
- الأم العاملة، في أثناء فترات العمل يعمل احتباس الحليب وتراكمه داخل الثدي إلى حدوث احتقان.
- كذلك أيضًا في أثناء فطام الرضيع.
تجدر الإشارة أن كل هذه العوامل السابقة تؤدي إلى تجلط الحليب في القنوات اللبنية، والإصابة بعدوي الثدي. إذ أن البكتيريا تدخل لثدي الأم عبر تشقق الحلمات، أو من إهمال تنظيف الحلمات بعد كل رضعة وقبلها.
كذلك أيضًا يعد الحليب المتحجر والمحتبس بداخل القنوات اللبنية بيئة خصبة لنمو الجراثيم وحدوث الالتهابات.
عوامل خطر الإصابة بالتهابات الثدي
هناك عدة عوامل أخرى تزيد فرص الإصابة باحتقان ثدي المرضعة.
تتمثل عوامل الخطر فيما يلي:
- الولادة القيصرية: إذ تظل الأم عدة أيام قليلة متعبة ومتألمة، فلا تستطيع إرضاع الطفل بقدر كافي يخلصها من تراكم الحليب داخل الثدي.
- تشقق الحلمات والتهابها.
- عدم اتباع الروتين الصحي للرضاعة الطبيعية breast feeding protocol.
- حدوث عدوى أو التهابات في الثدي في فترات سابقة.
- ارتداء حملات صدر ضيقة.
- مرض الرضيع، أو وجود مشاكل بداخل الفم تمنعه من الرضاعة مثل: مرض الشفة الأرنبية.
أعراض احتقان ثدي المرضعة
تختلف علامات وأعراض احتقان الثدي للمرضعة من امرأة لأخرى، لكن تتمثل هذه العلامات فيما يلي:
- تحجر الثدي.
- احمرار الثدي والتهابه.
- ارتفاع درجة حرارة الثدي وسخونته.
- الانزعاج من لمس الثدي أو الاقتراب منه.
- الإصابة بالحمى وإعياء عام.
- وجود تكتل بغدد الثدي.
كما تجد الإشارة أن احتقان الثدي للمرضعة يحدث في أحد الثديين، قد تشعرين بالألم في الثدي نفسه أو قرب جذر الثدي. ستلاحظين أيضًا انتفاخ واحتقان أوردة الثدي من الخارج.
كذلك قد تشعرين بالحمى أو الإعياء الشديد، الذي يعرف بحمى اللبن milk fever.
لذا يجب عليكِ الذهاب لزيارة الطبيب المختص، كي تتجنبي حدوث مضاعفات سنذكرها لكِ لاحقًا.
كيف اتخلص من احتقان الحليب في الثدي؟
يعتمد علاج تحجر الثدي لدى المرأة المرضع، على إذا كانت المرأة ترضع طفلها طبيعيًا أم لا؟
وتتمثل خطوات العلاج للمرأة المرضعة فيما يلي:
- الاستحمام بماء دافئ، أو وضع كمادات دافئة على الثدي الملتهب من أجل تقليل تدفق الحليب الوراد إلى الثدي.
- ارضعي طفلكِ بانتظام، كل ساعة إلى ثلاث ساعات على حد أقصى.
- ارضعي الطفل طبيعيًا، كلما شعر بالجوع.
- دلكِ ثديك في أثناء رضاعة الطفل، لتحثي كل الحليب بداخل الثدي على الخروج وتفادي احتباسه.
- استخدمي كمادات باردة أو إربة مثلجة، لتقليل الاحمرار والالتهاب والتورم.
- ارضعي طفلكِ في أوضاع مختلفة في أثناء الرضاعة، كي يرضع جميع الحليب من الثدي بأكمله.
- استبدلي الثدي في كل مرة للرضاعة، أي لا تعتمدين على ثدي واحد في الرضاعة (حتى لا يصاب الآخر بالاحتقان والتحجر).
- استخدمي مضخة الحليب أو اخرجي الحليب من ثدييك يدويًا، إذا كنتِ لا ترغبين في إرضاع طفلكِ.
- تناولي الأدوية الطبية، التي تقلل من الشعور بالألم.
أما إذا كنتِ لا ترضعين طبيعيًا سيزول الاحتقان في غضون يومًا واحدًا، لكن سيظل التكتل وتحجر الثدي. لذا يجب عليكِ اتباع الآتي:
- استخدام الكمادات الباردة أو إربة الثلج، لتقليل الالتهاب والتورم.
- استخدام الأدوية المعتمدة من قبل طبيبكِ لتقليل الالتهاب وتسكين الآلام.
- ارتدي حمالة ثدي مدعمة، حتى لا تعمل الحركة أو الاحتكاك بالملابس على الشعور بالألم.
متي يكون ألم الثدي خطير للمرضعة؟
يجب عليكِ توخي الحذر، ربما هناك مشاكل أخرى وراء حدوث التهاب الثدي مثل: العدوى الفطرية.
لذا اذهبي للفحص الطبي فورًا إذا ظهرت أيًا من الأعراض التالية:
- تشقق الحلمات والتهابها.
- ظهور بثور أو طفح جلدي على الثدي.
- حرقة في الثدي في أثناء وبعد الرضاعة.
- آلام مستمرة في الثدي.
- آلام في الحلمات لا تتحسن بعد إرضاع طفلكِ.
المضاعفات الناتجة عن تحجر ثدي المرضعة
ينتج عن عدم علاج احتقان الثدي للمرضعة، الإصابة بالعدوى البكتيرية والتي ينجم عنها تكون الصديد وظهور خراج.
الأمر الذي يتطلب التدخل الجراحي من قبل المختص وتناول المضادات الحيوية.
لذا يجب عليكِ الاهتمام بالأمر ومراجعة طبيكِ، إذا ظهرت عليكِ أيًا من الأعراض السابق ذكرها.
متى ينتهي احتقان الثدي بعد الولادة؟
يعد احتقان ثدي المرضعة حالة مؤقتة، تزول سريعًا إذا اتبعتِ التعليمات اللازمة وروتين الرضاعة الطبيعية.
بالإضافة إلى علاج المشكلة فور ظهور أيًا من أعراض احتقان الثدي للمرضعة.
الوقاية من احتقان ثدي المرضعة
يمنكِ حماية نفسك من الإصابة باحتقان الثدي، إذا اتبعتِ التعليمات الآتية:
- اطلبِ من الطبيب فحص ثديك في أثناء شهور الحمل الأخيرة، كذلك بعد الولادة.
- احرصي على إفراع الثدي بالكامل في كل مرة ترضعين طفلكِ.
- لا تسمحِ لطفلكِ بالانتقال إلى الرضاعة من الثدي الآخر قبل أن يفرغ الثدي الأول من الحليب.
- غيري موضعك في أثناء الرضاعة الطبيعية، حتى تتيحي بخروج كل الحليب من الثدي.
- تأكدي من صحة طفلكِ، وعافيته وأنه يستطيع الرضاعة الطبيعية جيدًا دون أي عوائق.
- احرصي على نظافة ثديك وتعقيمه قبل الرضاعة وبعدها.
- حاولي إزالة اللبن المتعلق في فم الطفل برفق، كي لا يصاب بالتخمر داخل فمه ونمو البكتيريا التي تنتقل منه إلى ثديك عبر الرضاعة.
ختامًا، لا داع للقلق عزيزتي الأم فاحتقان ثدي المرضعة على الرغم من انتشار حدوثه إلا أنه يعالج بسهولة وسريعًا إذا التزمتِ بالتعليمات واتبعتِ نصائح الطبيب. كما يجب عليكِ زيادة وعيكِ والإطلاع على المعلومات اللازمة بشأن الرضاعة الطبيعية ورعاية طفلكِ.
اقرأ أيضًا
- البيدوفيليا: اضطراب اشتهاء الاطفال | Pedophilia
- حقن انسولين تريسيبا: دواعي الاستعمال والآثار الجانبية