تعد الثعلبة البقعية (Alopecia Areata) أحد أمراض المناعة الذاتية، التي تصيب الإنسان دون وجود سببًا طبيًا واضحًا.
تسبب الإصابة بمرض الثعلبة عادةً حالة نفسية سيئة للشخص المصاب، نظرًا لارتباطها بالمظهر الجمالي الخارجي.
فما هي أسباب ظهور الثعلبة، وماهي العوامل المحفزة لظهورها؟ هل يمكن علاجها نهائيًا؟
وما هي الحلول الممكنة للتعايش معها؟ هذا ما سنطرحه عبر سطور مقالنا التالي.
كيف تكون الثعلبة البقعية؟
تظهر الثعلبة البقعية على شكل دوائر خالية من الشعر، قد تكون صغيرة وطفيفة في بداية الأمر لكنها تزداد وتنتشر في حجمها مع الوقت.
تظهر في بقعة أو أكثر في فروة الرأس، وفي بعض الحالات يزداد قطرها لتصبح ثعلبة كاملة أو شاملة.
تزداد فرص الإصابة بداء الثعلبة عند الأطفال، كما أنها تصيب البالغين أيضًا في عمر 25 : 40 سنة.
الجدير بالذكر أن الإصابة بداء الثعلبة تشفي ذاتيًا في بعض الحالات، لكنها من الممكن المعاودة مرة أخرى. كما أن هناك حالات لا تستجيب للعلاج أو تظل الإصابة تعاود الظهور مدى الحياة.
أنواع الثعلبة
هل لداء الثعلبة أنواع؟ في الحقيقة تعددت أشكال الإصابة بداء الثعلبة، وصنفت وفقًا لذلك.
فهناك عدة أشكال لداء الثعلبة والتي تتمثل فيما يلي:
- ثعلبة بقعية Alopecia Areata: تسمى أيضًا بالثعلبة النفسية، لاحتمالية ظهورها عند تعرض المصاب لصدمة نفسية أو ضغوط عصبية.
- الثعلبة الكلية Alopecia Totalis: هي تطور لحالة الثعلبة البقعية لتشمل فروة الرأس بأكملها، غالبًا يصعب علاج هذه الحالة.
- ثعلبة شاملة Alopecia Areata Universalis: داء الثعلبة الذي يشمل تساقط الشعر في الجسم بأكمله، قد يشمل الحواجب والرموش واللحية والشارب عند الرجال.
- ثعلبة منتشرة Diffuse Alopecia Areata: في هذه الحالة يحدث ضعف لبصيلات الشعر وينحف الشعر ويستمر في التساقط، لا يتميز بوجود بقع خالية من الشعر في فروة الرأس ولكن تساقط شعر عام ولا يوجد له أسباب واضحة من أسباب تساقط الشعر التفاعلي أو الوراثي.
- الثعلبة الثعبانية Ophiasis Alopecia Areata: يحدث تساقط الشعر على جانب من فروة الرأس أو مؤخرة الرأس، وتأخذ شكل شريط طويل لذا وصفت بالثعبانية.
أعراض الثعلبة البقعية
تتميز الثعلبة البقعية عن باقي أنواع الثعلبة، ببقع دائرية خالية من الشعر في فروة الرأس. ربما تظهر في بقعة واحدة أو أكثر، كذلك قد تصيب فروة الرأس كلها كما ذكرنا سابقًا.
كما أن هناك علامات أخرى للإصابة بالثعلبة البقعية، التي تتمثل فيما يلي:
- يحدث التساقط بشكل مفاجئ دون حدوث مقدمات، أو وجود أسباب مرضية أو وراثية.
- تزداد مساحة الأماكن الخالية من الشعر تدريجيًا.
- أحيانًا يبدأ ظهور تساقط الشعر في الحواجب والرموش واللحية.
- في بعض الحالات ينمو الشعر من تلقاء نفسه مجددًا في هذه البقع، لكنه يعاود الظهور في مناطق أخرى من فروة الرأس.
- يظهر أحيانًا شعر أبيض اللون في البقع الخالية من الشعر.
- ضعف الأظافر وظهور بعض البقع الحمراء حولها.
- في بعض الحالات يحدث تساقط عام للشعر بجانب البقع الخالية من الشعر.
- ربما يرتبط ظهور الثعلبة وزيادة نشاطها عند تغير الفصول، وتسمي حينها بالثعلبة الموسمية.
الجدير بالذكر أنه يحدث خطأ أحيانًا في تشخيص نوع التساقط، مع التساقط الناتج عن الإصابة "بسعفة الرأس". لكن يرجع سبب سعفة الرأس الرأس نتيجة الإصابة بالعدوى الفطرية، ولها أعراض أخرى لا تظهر في داء الثعلبة. لكنهما يتشابهات في شكل التساقط ومظهره.
أسباب حدوث الثعلبة البقعية
تجتهد الأبحاث العلمية للكشف عن سبب واضح لحدوث الإصابة بالثعلبة البقعية، حتى يسهل التوصل لعلاج فعال.
لكن اجتمع أغلب العلماء على أن السبب وراء ظهور الإصابة بداء الثعلبة، هو الإصابة بمرض المناعة الذاتية autoimmune disease. إذ وجد أن جهاز مناعة المريض (خلايا مناعية في كرات الدم البيضاء WBCs) تهاجم فروة الرأس وتضعف البصيلات، فيتساقط الشعر ولا ينمو مجددًا أو ينمو أضعف من طبيعته وسرعان ما يتساقط.
كما أنه يوجد بعض العوامل التي تزيد فرص الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، على رأسهم داء الثعلبة. تتمثل هذه العوامل فيما يلي:
- تعرض المريض لصدمة نفسية أو ضغوط عصبية.
- الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل: الذئبة الحمراء أو البهاق.
- الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل: متلازمة داون أو الربو أو الحساسية الموسمية.
- العامل الجيني أو الوراثي: إذ وجد أنه تزداد فرص الإصابة بداء الثعلبة البقعية لأشخاص لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بداء الثعلبة أو أمراض المناعة الذاتية.
هل تتحول الثعلبة البقعية الى شاملة؟
نعم قد تتحول الثعلبة البقعية في معظم الحالات إلى ثعلبة شاملة لتشمل فروة الرأس وباقي الجسم، لذا وجب زيارة مختص الجلدية عند الاشتباه في نوع تساقط الشعر، قبل انتشاره لباقي الجسم بأكمله.
الثعلبة البقعية عند النساء
تصاب النساء أيضًا بداء الثعلبة، لكنها تختلف في شكلها عن الثعلبة التي تصيب الرجال. إذا تصاب النساء بالثعلبة فيحدث لهم ضعف عام في الشعر وتساقط قد يظهر في خط فروة الرأس ويزداد مع الوقت أو ظهور بعض الفراغات.
كذلك تضعف بصيلات الشعر فيكون نمو الشعر مجددًا بمعدل بطيء، أو يؤدي إلى موت أغلب البصيلات. هو ما يشبه الثعلبة المنتشرة diffuse alopecia areata.
كما أنه يوجد عدة أسباب وراء إصابة النساء بداء الثعلبة، وهما كالتالي:
- أسباب جينية ووراثية، ينشط جين تساقط الشعر تحت عوامل بيئية معينة فيحدث تساقط الشعر المزمن.
- أسباب هرمونية: تلعب التغيرات الهرمونية عند النساء دورًا في تساقط الشعر مثل: الإصابة بتكيسات المبيض.
- اضطراب مستويات الاندروجين، المسؤوول عن الصفات الذكورية.
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، ومهاجمة جهاز المناعة لبصيلات الشعر.
- ضغف صحي وبدني، ونقص الفيتامينات والمعادن.
- تراكم الشوارد الحرة في الجسم.
- تناول بعض العلاجات والأدوية مثل: حبوب منع الحمل.
- تسريحات الشعر، وشده بصورة خاطئة.
هل يمكن الشفاء من داء الثعلبة؟
نعم هناك بعض الحالات تشفى نهائيًا من الإصابة بداء الثعلبة، وهناك حالات تتحسن ولكن لا تشفى نهائيًا. كما أن هناك بعض الحالات تشفي وتعاود الثعلبة الظهور مرة أخرى.
تتمثل علاجات داء الثعلبة فيما يلي:
- العلاجات الدوائية مثل: الكورتيكوستيرويد (سواء علاج موضعي أو الحقن مرة شهريًا لمدة 6 أشهر).
- العلاج الكيميائي الضوئي: (عن طريق أشعة الليزر)، لتحفيز نمو البصيلات.
- العلاج بالبلازما: من العلاجات الحديثة عن طريق حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية وعوامل النمو في فروة الرأس لتعزيز نمو البصيلات.
- الطب البديل: باستخدام زيت البصل أو الثوم أوعصارتهما، إذ أنها أتت ببعض النتائج في بعض الحالات.
التعايش مع داء الثعلبة
يصاب مريض الثعلبة عادة بحالة نفسية سيئة، كما أنه معرض لظهور نوبات اكتئاب وفقدان ثقته بنفسه. كذلك يتعرض المراهقين والفتيات إلى التنمر من زملائهم.
لذا يجب تلقي العلاج النفسي لمريض الثعلبة لكي يعزز ثقته بنفسه ويكتسب القدرة على تقبل الأمر.
كما يفضل اللجوء إلى الشعر المستعار في بعض الحالات مثل: الأطفال والفتيات حتى لا يتعرضوا للتنمر من أصدقائهم.
كذلك يمكن عمل ميكروبليدنج للحواجب أوتاتو حواجب في حالات انتشار الثعلبة إلى الحواجب، أيضًا يمكن تركيب رموش في حالة فقدان الرموش.
كيف توقف انتشار الثعلبة؟
يتوقف انتشار الثعلبة فور التوجه إلى الطبيب لتلقي العلاج المناسب، إذ أن نسبة تحسن داء الثعلبة والاستجابة للعلاج تكون أفضل في بداية الإصابة. وذلك من أجل السيطرة على بقع انتشار الثعلبة والحد من توسعها لتشمل الرأس بأكملها أو تصيب الجسم كله.
في الختام، بعد أن تعرفنا على أسباب الإصابة بداء الثعلبة، سيما الثعلبة البقعية. ننصحك عزيزي القارئ عند ملاحظة تساقط الشعر دون أسباب واضحة أو معلومة توجه فورًا إلى الطبيب. إذ أن كلما كان العلاج باكرًا، كانت الإستجابة للعلاج أفضل وظهر التحسن سريعًا.