إن كنت أحد العاملين في مجال إدارة و تطوير المنتجات التقنية سواء إن كنت داخل منظومة أو شركة كبيرة ، أو كنت صاحب فكرة وتبحث عن مستثمر لها ، لابد وأنك سمعت بمصطلح أو مفهوم ( النموذج الأولي ) !
في الحقيقة لا أعلم ما الذي خطر في بالك لما سمعت بالمصطلح الآن ؟
هل خطر في بالك مجموعة من الرسومات لواجهات تطبيق جوال مرسومة على ورق أو مرسومة باستخدام أحد أدوات الرسم ؟
أو هل خطر في بالك تطبيق جوال يعمل على الآيفون بمواجهة بدائية جدًا ووظائف بسيطة جدًا ؟
عموما كل ما سبق يعتبر ( نموذج أولي ) ، لكن دعني وإياك نبحر أكثر في الموضوع ونتعرف على الأنواع الخمسة للنماذج الأولية .. والتي ستطعيك معرفة أكثر بماهو الأنسب لك ولمشروعك :
أولًا : النموذج التوضيحي ( Illustrative Prototype )
يعتبر هذا النموذج أكثر النماذج بساطة وأقصرهم وقتًا في التنفيذ والأسهل أيضا في التعديل وطرح الأفكار والتعليقات ، وذلك لأنه يعتمد على الرسومات فقط !
وهنا يأتي الاختلاف في طريقة تنفيذه ، كلٌ على حسب رغبته وطبيعة ونشاط منتجه ، فالبعض يعتمد على الرسومات عبر الورقة والقلم أو باستخدام السبورة البيضاء ، والبعض يستخدم أحد برامج الرسم مثل الفوتوشوب و سكيتش ، والبعض أيضا يستخدم بعض الأدوات المخصصة لرسم النماذج الأولية مثل مارفيل أو موك بلس … الخ.
متى استخدم النموذج التوضيحي ؟
استخدم النموذج التوضيحي للتخلص وتوضيح الأفكار التي من الممكن أن يساء فهمها من العميل أو استخدمه كدليل ومعيار عندما تقوم بتنفيذ ذلك النموذج في وقت لاحق.
ثانيًا : النموذج الاستكشافي ( Exploratory Prototype )
في هذا النموذج ستضع بعض الجهد عليه وذلك بأن تقوم بتطوير وتنفيذ الوظائف الرئيسة للمنتج بشكل مبسط جدًا ، وبذلك يكون فريق التطوير لديك قد استكشف وتعرف أكثر على أسرار المنتج واستطاع الفريق التعرف هل هذا هو المنتج المطلوب لحل المشكلة ؟ وأيضا يستطيع قياس الجهد المطلوب لتنفيذ هذا المشروع.
متى استخدم النموذج الاستكشافي ؟
بطبيعة الحال هذا النموذج مكلف جدًا ويستهلك الكثير من المصادر لديك ، لكنه يستحق ذلك .. خصوصًا إذا كان المشروع ضخم جدًا جدًا ؛ فتنفيذ وتجربة هذا النموذج ليس أقل كلفة من أن تبدأ العمل على المشروع وفي نهايته تكتشف ذلك الكم الهائل من الخطاء والمشاكل التي كان من الممكن تفاديها أو تفادي بعضها في البداية.
ثالثًا : النموذج المهمل ( Throwaway Prototype )
دائما .. النسخة الأولى من أي منتج تكون مليئة جدًا بالمشاكل والأخطاء ، ولهذا يأتي النموذج المهمل بهذا السؤال : لماذا لا نهمل وننسى النسخة الأولى ونقوم بتطوير نسخة ثانية من الصفر بحيث تكون أفضل وتكون خالية من الأخطاء والمشاكل الموجودة في النسخة الأولى ؟؟
تلك النسخة الأولى التي قمت بتطويرها ومن ثم قمت بإهمالها تسمى ( النموذج المهمل ) .
متى استخدم النموذج المهمل ؟
هذا النموذج يتطلب أن يكون لديك المتسع من الوقت وأيضا الوفرة في المصادر لتنفيذه خصوصا للمنتجات الضخمة ، وأيضا إن كنت تعمل على منتج بفكرة جديدة جدًا وتحمل مفهوم جديد وكنت الأول في طرحه وتنفيذه ، لذلك يستلزم عليك استخدامه ؛ لأنه لا يوجد تجارب سابقة بإمكانك التعلم منها فذلك يجبرك أن تتعلم من نفسك أولا.
رابعًا : النموذج التدريجي ( Incremental Prototype )
حينما يكون لديك منتج ستقوم بتطويره وإطلاقه على شكل دفعات أو نسخ ، بمعنى لن تقوم بإطلاق كامل المزايا والوظائف مرة واحدة بل بشكل تدريجي فبالتالي النموذج الذي تعمل عليه هو النموذج التدريجي.
النموذج التدريجي يعتمد بشكل كلي وكامل على مفهوم الأولوية أو الأهمية ! بمعنى أنه لابد أن يتم ترتيب كل المزايا والوظائف الخاصة بالمنتج حسب الأهمية والأولوية و أنتم يتم تطوير المزايا حسب هذا الترتيب وأن يتم إطلاق الوظائف الأهم أولا ثم الأقل فالأقل.
متى استخدم النموذج التدريجي ؟
استخدم النموذج التدريجي حينما يكون لدى منتجك وظائف ومزايا مختلفة ومتنوعة ، أو حينما لا يكون لديك ما يكفي من المصادر مثل ( المال والوقت ) ، فلذلك ابدأ بالأهم ثم مع الوقت قم بتطوير الباقي.
خامسا : النموذج التطويري ( Evolution Prototype )
النوع الأخير هو تقريبا نفس النوع السابق ( النموذج التدريجي ) ، لكن الفرق بينمها هو أن في النموذج التطويري ستقوم بتطوير كل مزايا ووظائف المنتج كاملة في النسخة الأولى حتى ولو كان بعض الوظائف تحتاج لمزيد من التحسن والتطوير ، ومن ثم ستقوم بإضافة المزيد من الوظائف والمزايا التي ستقوم باكتشافها وابتكارها لاحقًا.
كتابة / يزيد بن بصيّص
تحرير / الشامل