الأمراض المنقولة جنسيا (Sexual Transmitted Disease) هي الأمراض التي تنتقل من شخص لآخر عبر الاتصال الجنسي، وتعرف أيضًا باسم العدوى المنقولة جنسيًا.
تنتقل العدوى من خلال الاتصال الجنسي الفموي أوالحميمي (الجماع) وأحيانًا تحدث العدوى من خلال التلامس غير الجنسي (تلامس الجلد) مثلما يحدث في عدوى فيروس الهربس (Herps Virus).
فما هي الأمراض المنقولة جنسيا؟ وما هي أعراضها؟ وكيفية الوقاية منها، هذا ما سنتناوله في هذا المقال من أجل صحة جنسية أفضل.
ما هي أسباب الأمراض المنقولة جنسيا؟
هناك ثلاث أسباب وراء العدوى بالأمراض الجنسية وهما ما يلي:
- العدوى البكتيرية مثل: السيلان، والزهري، والمتدثرة.
- العدوى الفيروسية مثل: الإيدز، والهربس، والتهاب الفيروس الكبدي B.
- العدوي الطفيلية مثل: مرض قمل العانة، والمشعرة الثلاثية.
ما هي الأمراض المنقولة جنسيا؟
يوجد أكثر من عشرين مرضًا ينتقل عبر الاتصال الجنسي بين الشريكين، من أكثر هذه الأمراض انتقالًا مايلي:
مرض الإيدز (نقص المناعة المكتسب)
يعد مرض الإيدز من أخطر الأمراض المنقولة جنسيًا، يحدث بسبب فيروس نقص المناعة المكتسبة الذي يصيب نوع من خلايا الدم البيضاء (White Blood Cells) المسؤولة عن مناعة الجسم ومقاومة الأمراض.
عندما تقل هذه الخلايا عن الحد الطبيعي تبدأ الأعراض بالظهور على الإنسان المصاب وتتمثل هذه الأعراض فيما يأتي:
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- آلام في المفاصل والعضلات.
- تقرح في الفم أو الأعضاء التناسلية.
- طفح جلدي.
- تورم الغدد اليمفاوية.
- إسهال مزمن.
- تعرق ليلي.
- ضيق في التنفس وسعال مزمن.
الجدير بالذكر أن الإيدز من أخطر الأمراض الجنسية، وذلك لأنه لا ينتقل فقط عبر الاتصال الجنسي بل ينتقل أيضًا خلال التنفس والتلامس ومن الأم للجنين وأثناء الرضاعة الطبيعية.
تشخيص مرض الإيدز
يشخص مرض الإيدز من خلال الأعراض والفحص السريري بالإضافة للفحص المعملي وهو أهم خطوات التشخيص للمرض.
يجرى الفحص المعملي من خلال أخذ عينة لفحص المادة الجينية للفيروس.
علاج مرض الإيدز
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يوجد علاج لمرض الإيدز؟
كما هو معروف لا يوجد علاج نهائي للأمراض الفيروسية، لكن استخدام مضادات الفيروسات تعمل على تثبيط الفيروس والحد من أعراضه على المدى البعيد.
لكن تكمن خطورة المرض في سهولة انتقاله لأشخاص آخرين سواء بالاتصال الجنسي أو عن طريق دم ملوث أو الرذاذ الحامل للفيروس واستخدام الأدوات الشخصية لأشخاص مصابين بالمرض.
مرض الهربس التناسلي
وهو إحدى الأمراض الفيروسية المنقولة عبر الاتصال الجنسي، قد تظهر الأعراض على الشخص المصاب وربما لا تظهر،
لكنه يظل حاملًا للفيروس ويمكنه نقل العدوي لشخص آخر.
تظهر أعراض الهربس التناسلي وتختفي وتعود للظهور مرة أخرى (نوبات ظهور الأعراض)، كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
ومن أهم أعراض الهربس التناسلي ما يلي:
- ثأليل صغيرة وجروح في الأماكن التناسلية وحولها.
- حكة واحمرار في الأماكن التناسلية.
- تظهر هذه التقرحات في المهبل وعنق الرحم لدى النساء أما الذكور تظهر على أطراف القضيب وكيس الصفن.
- صعوبة وآلام أثناء التبول.
تشخيص الهربس التناسلي
تشخيص المرض من الأمور المهمة كي يعالج بالطريقة الصحيحة.
يحدث التشخيص من خلال الفحص السريري والتاريخ المرضي للحالة مع الفحص المخبري.
يعد الفحص المخبري لمرض الهربس التناسلي الأمر الفاصل في التشخيص.
يرسل الطبيب عينة دم أو ربما عينة من إفرازات الثأليل ويتم الكشف عن الفيروس والأجسام المضادة.
علاج الهربس التناسلي
يعالج الهربس التناسلي بمضادات الفيروسات، التي تحد من ظهور الأعراض وتقلل من نوبات ظهورها المتكررة، وتحمي الشريك من انتقال العدوى إليه عبر الاتصال الجنسي.
مرض الزُهري
يعرف أيضًا باسم مرض السفلس وهو إحدى الأمراض البكتيرية المنتقلة جنسيًا.
كما ينتقل داء الزهري بالاتصال الجنسي الحميمي أوالجنس الفموي (Oral Sex).
ومن أعراض مرض الزهري: ظهور قرحة واحدة أو أكثر في الفم أو حوله وربما تظهر على الأعضاء التناسلية وتختفي بعد مرور ستة أسابيع حتى لو لم تعالج.
الجدير بالذكر، أن المرض ينتقل من الأم إلى الجنين أثناء الحمل، كذلك تؤدي الإصابة بالمرض إلى تشوهات الجنين وأحيانًا وفاته.
يعد تشخيص مرض الزهري أولى خطوات العلاج، ويحدث التشخيص عن طريق فحص عينة دم للكشف عن البكتيريا المسببة للمرض.
كذكك يعالج مرض الزهري بأخذ جرعة المضاد الحيوي البنسلين (Penicilline)، بينما الأشخاص الذين لديهم حساسية بنسيلين يعالجوا بالمضاد الحيوي التيتراسيكلين.
السيلان
يحدث مرض السيلان بسبب الإصابة ببكتيريا النيسيرية البنية (Neisseria gonorrhoeae).
وهو إحدى الأمراض المنقولة جنسيًا، كما أن النساء أكثر عرضة للمرض عن الرجال.
بالإضافة أن المرض يصيب الأطفال المولودون حديثًا، ويؤدى إلى التهاب الملتحمة (Conjunctivitis) أو ربما يؤدي إلى العمي وفقدان البصر.
أعراض مرض السيلان تتمثل فيما يأتي:
- إفرازات صديدية من القضيب لدى الرجال.
- حرقان أثناء التبول لكل من النساء والرجال.
- إفرازات مهبلية.
- آلام أثناء الجماع لدى النساء.
- حدوث نزيف بعد الجماع.
تجدر الإشارة أن خطر مرض السيلان يرجع لما يحدثه من مضاعفات كالإصابة بالعقم وصعوبة الانجاب، بالإضافة إلى زيادة فرص الحمل خارج الرحم وآلام أسفل البطن.
تشخيص مرض السيلان
الفحص المخبري هو الطريق الوحيد لتشخيص مرض السيلان، لذا عينة البول وعينة من الإفرازات هما الدليل الوحيد لوجود الميكروب.
تجدر الإشارة أن الميكروب يظهر تحت المجهو وهو ما يثبت الإصابة بالمرض.
علاج مرض السيلان
تجدر الإشارة أن المضادات الحيوية هي العلاج الوحيد لعلاج داء السيلان ومن أهم هذه المضادات الحيوية ما يلي:
- السفتيرياكسون (Ceftriaxone) عن طريق الحقن العضلي.
- السبيكتينومايسين (Spectinomycin).
- سيفيكسيم (Cefixime) عن طريق الفم.
مرض المُشعرات (ترايكوموناس)
هو إحدى الأمراض المنقولة جنسيا، تصاب به النساء أكثر من الرجال بالأخص السيدات كبار السن أكثر عرضة للإصابه بالمرض.
الجدير بالذكر أن العدوى تحدث نتيجة الإصابة بالطفيل الأولي المشعرة المهبلية (trichomonas vaginalis).
كذلك تختلف أعراض المرض من مصابِِ لآخر وتتمثل الأعراض فيما يلي:
أعراض لدى النساء، من أهم هذه الأعراض ما يلي:
- التهابات مجرى البول وصعوبة التبول.
- زيادة الافرازات المهبلية.
- آلام في أثناء الجماع.
- زيادة أعراض وآلام الدورة الشهرية.
- رائحة كريهة من المهبل.
- تورم المهبل وعنق الرحم.
- آلام أسفل البطن.
- حرقان في أثناء التبول.
- زيادة الرغبة في التبول.
أعراض لدى الرجال، من أهم هذه الأعراض ما يلي:
- إفرازات بيضاء من القضيب.
- آلام وصعوبة في التبول.
- الشعور بالوخز في القضيب.
- التهاب البروستاتا والمجاري البولية.
تشخيص مرض المشعرات
يأخذ عينة من دم الذكور للفحص المخبري، للكشف عن الأجسام المضادة وذلك لصعوبة عزل الطفيل من الذكور.
بينما في النساء يشخص الطفيل من خلال أخذ عينة من المهبل أو عنق الرحم وفحصهما تحت المجهر، لذا يظهر الطفيل متحرك تحت المجهر.
علاج مرض المشعرات
يمكنك معالجة ترايكوموناس بعلاج موضعي، ولكن أثبتت الدراسات الطبية بأن العلاجات عن طريق الفم أكثر فاعلية.
جديرًا بالذكر أن دواء ميتريندازول هو أفضل دواء لعلاج داء المشعرات.
الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا
تجدر الإشارة إلى الحكمة الشهيرة "الوقاية خير من العلاج"، فالوقاية هي خط الدفاع الأول ضد نقل عدوى الأمراض الجنسية، وتتمثل خدوات الوقاية فيما يأتي:
- فحوص قبل الزواج للتأكد من صحة الشريكين وعدم إصابة أحدهما أو كليهما بمرض معدي.
- ممارسة الجنس مع أشخاص معافين، والابتعاد عن العلاقات الجنسية المحرمة.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية لكل من الرجال والنساء.
- استخدام الواقي الذكري، في حالة ممارسة الجنس مع شريكة مصابة أو لو كنت مصابًا من أجل حماية شريكتك.
- زيارة الطبيب إذا ظهرت عليك إحدى أعراض الأمراض المنقولة جنسيا، لحصول على نتائج علاج أفضل.
- تناول غذاء صحي ومتوازن لتقوية جهازك المناعي بالإضافة لمشروبات الأعشاب الطبيعية مثل: الكراوية.
- الحصول على تطعيمات الحمل كي تحمل طفلكِ من الأمراض المنقولة جنسيا مثل الالتهاب الكبدي B.
ختامًا، تعرفنا على الأمراض المنقولة جنسيا وأعراض أكثر هذه الأمراض انتشارًا، بالإضافة إلى طرق تشخيصها وعلاجها وكيفية الوقاية منها.
اقرأ أيضًا
المراجع
ز