العمل الريادي وهو عبارة عن فكرة مبتكرة تتجسد على أرض الواقع من خلال طرحها كمشروع متميز يسهم بإيجاد حلول لمسألة ما أو تحقيق حاجة معينة، وبعبارة أخرى هو إيجاد أسلوب معين لتطبيق مشروع يعود بالنفع على صاحبه بالدرجة الأولى وعلى العملاء والمجتمع ككل بشكل عام.
قد يكون المشروع محدود النتائج أي أن يكون مجرد فكرة أو ابتكار شخصي يعود بالنفع على صاحبه على وجه الخصوص.
ويمكن أن يكون موسع بحيث يتطلب مشاركة جماعية لإنجاز المطلوب وتقديم خدمة للعملاء .
وليكون الشخص مهيئاً لدخول عالم ريادة الأعمال فإنه لابد له من امتلاك بعض الصفات، وأهمها العزم والإصرار الذين هما الدافع الرئيسي لتحويل فكرته إلى أمر واقع بغض النظر عن المعوقات المحتملة.
بالإضافة إلى القدرة على التخطيط ووضع استراتيجيات يمكن تطبيقها ضمن خطة عمل محكمة مع مواجهة العقبات التي قد تقف في طريق الوصول للأهداف المنشودة بالشكل الأمثل.
ومن الأمور التي يجب أن يتصف بها رائد الأعمال هو امتلاكه أسلوب إقناع ممتاز للترويج لفكرته ودعمها من قبل مصادر خارجية إن اقتضت الحاجة لذلك.(وهذا الأمر ضروري حتماً في المشاريع الريادية الكبيرة التي تتطلب رأس مال كبير).
أهمية العمل الريادي.
من أهم الأمور التي تجعل من العمل الريادي هدفاً لجميع الأفراد هو:
تحقيق الاكتفاء الذاتي :
وهو ما يتجلى في المشاريع الفردية التي تعود بالنفع على صاحبها بالاستقلال المادي (بحيث لا يضطر الشخص للعمل بوظيفة روتينية تستهلك وقته مقابل راتب ثابت قد لا يتماشى مع الجهد المبذول).
وأيضاً بالمشاريع الكبيرة التي تدعم الاقتصاد المحلي بشكل عام، من خلال توفير منتجات كانت تستورد سابقاً على سبيل المثال وبالتالي يتم تصنيعها محلياً وبموارد داخلية أقل سعراً.
فرص عمل إضافية:
وذلك لأن المشاريع الريادية تتطلب أعمال منظمة من قبل عمال أو أشخاص مختصين بمجالات معينة وهذا يوفر فرص عمل عديدة تتناسب مع حجم المشروع.
وبالتالي تقليل نسبة البطالة بين العاطلين عن العمل وزيادة الإنتاجية من خلال خلق أفكار إبداعية أكثر تطوراً.
خلق بيئة تنافسية:
وذلك لأن العمل الريادي هدفه إيجاد ابتكارات متطورة عما هو مطروح ومتوفر حالياًّ وبالتالي إيجاد تحسينات في الأسواق سواء على مستوى الخدمات أو المنتجات. وهذا ما ينعكس بشكل إيجابي من خلال التحسن على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي على حد سواء.
عادة ما يكون الهدف من العمل الريادي هو تحسين المعيشة والدخل، من خلال تأمين مورد جديد يعتمد على استثمار لفكرة معينة تأتي نتائجها على المدى الطويل.
ولكن قد تكون الريادة موجهة أيضاً لحل مشكلة اجتماعية أو بيئية على سبيل المثال وهنا نقول عن ريادة الأعمال أنها ريادة مجتمعية، كونها موجهة بالدرجة الأولى لمعالجة قضايا إنسانية تخص المجتمع ككل وتسهم بتنميته بطريقة صحية.
ومن الأمثلة على ذلك المشاريع الموجهة للحد من ظاهرة التشرد والتسول من خلال توفير سكن وعمل للمشردين، أو إنشاء مشاريع خدمية صغيرة في القرى النائية كالأعمال اليدوية أو المشاريع الزراعية البسيطة التي تحقق اكتفاءاً ذاتياً لأصحابها.
ومع ذلك فإن الدخول بمجال العمل الريادي ليس بالأمر السهل كما يتوقع البعض فهو بحاجة لبيئة حاضنة متكاملة الأبعاد ومقومات أساسية بدءاً من التخطيط السليم للمشروع وحتى حصد النتائج المرجوة.
مقومات العمل الريادي:
لكي تكون رائد أعمال متميز وناجح يجب أن تتوافر لديك مجموعة من الصفات التي تسهل عليك إدارة مشروعك بشكل مثالي ومنها :
1-قوة الشخصية وروح القيادة والمبادرة لإطلاق أفكار مبتكرة وفريدة من نوعها وتقدم شيء جديد ومتميز.
2-مهارة إقناع الآخرين بفكرة المشروع وأهميته سواء للتسويق له أو لاستقطاب عمال مسهمين بتنفيذه.
3-القدرة على إدارة وتنظيم الوقت والمهام والتخطيط الجيد لمراحل المشروع بكل دقة وتوزيع المهام بالشكل الأمثل.
4-القدرة على حل المشاكل واتخاذ القرارات المناسبة وبالوقت المناسب.
5-الشغف والطموح للاستمرار بقيادة المشروع والإصرار على الوصول للأهداف المنشودة.
6-امتلاك مهارات التسويق اللازمة لنشر المشروع وتقديم الخدمة للعملاء بشكل مستمر بغض النظر عن أماكن تواجدهم.
كانت هذه بعض المقومات الواجب على كل شخص يرغب بدخول مجال العمل الريادي أن يتمتع بها ليكون قادراً على تحويل أفكاره وأحلامه إلى حقيقة على أرض الواقع.
ولكن هناك أيضاً عقبات تعترض تنفيذ أي مشروع ويجب أن يتم أخذها بالحسبان قبل الإقدام على البدء بالتنفيذ الفعلي وفيما يلي بعضها.
سلبيات ومعوقات العمل الريادي :
إحدى سلبيات العمل الريادي هو طابع المخاطرة الذي يتولد من خلال البدء بمشروع برأس مال معين غير مضمون نتائجه أو نسبة نجاحه، وذلك لأن صاحب المشروع هو المسؤول أولاً وأخيراً عن المشروع بشكل كامل. فعليه تحمل كامل العواقب والنتائج مهما كانت آثارها.
فمواجهة التحديات والعقبات التي تعترض سير التنفيذ هو أمر واقع ويجب التعامل مع الأمر بحكمة بالغة وصبر للتمكن من الوصول للأهداف المرسومة بطريقة مؤكدة وبنتائج ممتازة.
بالإضافة لأن المشروع الريادي يحتاج للكثير من الوقت المخصص انطلاقاً من التخطيط وحتى التنفيذ. وهذا يتطلب تفرغ كلي من الشخص المقبل عليه.
وكذلك فإن عدم الحصول على نتائج مالية جيدة في بداية تنفيذ المشروع هو أحد السلبيات أيضاً التي يجب التفكير بها وتوقعها قبل البدء.
وبالعموم فإن الدخل يكون غير مستقر أو ثابت وخاصة مع وجود منافسين يسعون لكسب عملاء أكثر بواسطة عروض
تنافسية قوية.
أمثلة على مشاريع ريادية:
تتنوع الأعمال الريادية بحسب إمكانيات وهوايات الشخص نفسه فهي حتماً تتطلب رغبة وشغف بأمر معين أولاً ليتم تحويله لفكرة قابلة للتطبيق بشكل فعلي ومن بعض الأعمال التي قد تتحول لعمل ريادي نذكر:
–العمل الحر بشتى أشكاله سواء بالترجمة بين اللغات، كتابة المحتوى، التسويق الإلكتروني، تصميم المواقع والتطبيقات، التصوير الفوتوغرافي والتعليم بكافة أشكاله وخاصة عن بعد.
-الأعمال اليدوية من حياكة وتصميم أزياء وغيرها من الأفكار التي يمكن لأي شخص أن يطورها لتصبح مشاريع فعلية على أرض الواقع.
-تعد المشاريع الصغيرة مثل البقاليات وصالونات الحلاقة، المطاعم نوعاً من العمل الريادي الأكثر رواجاً ونجاحاً.
-تجهيز أطباق منزلية بشتى أنواع المأكولات والحلويات وبأسعار تضاهي أسعار الأسواق.
-تعليم الطبخ أو الحياكة لمجموعة من الأشخاص أو من خلال الإنترنت.
-امتلاك متجر إلكتروني لبيع البضائع بشتى أشكالها بدعم من شركات كبرى كأمازون.
-إدارة صفحات التواصل الاجتماعي لأشخاص لا يملكون الوقت لإدارة صفحاتهم بأنفسهم.
-بيع الكورسات أو حل الواجبات بمختلف التخصصات.
-تصميم المواقع الإلكترونية والمتاجر وتقديم دعم فني لأصحابها.
-إطلاق قناة على اليوتيوب بمحتوى مميز وتفاعلي والربح من الزيارات.
-التصوير الفوتوغرافي: وهو شائع جداً ومجال واسع أيضاً كتصوير مناسبات التخرج، الزفاف، حفلات أعياد الميلاد وحتى تصوير المناظر الطبيعية.
والعديد أيضاً من الأفكار التي يمكن أن تتحول من مجرد عمل روتيني أو هواية إلى عمل ريادي من خلال إيجاد فرص لتطويره بما يتناسب مع الفكرة.
مما سبق نجد أن العمل الريادي هو هدف لجميع الأشخاص الراغبين بترك بصمة إبداعية متميزة في مجال معين من خلال ابتكارات تلبي حاجات الآخرين بطريقة مبتكرة وتعود بربح مادي ممتاز على صاحبها على المدى البعيد.
وأنت ماذا تنتظر !! ابحث في نفسك عن شغف جديد وانطلق نحو ريادة الأعمال بطريقتك الخاصة.