الشفة الارنبية أحد المشاكل الخلقية الأكثر شيوعًا بين الأطفال حديثي الولادة، وتسبب قلقًا وتوترًا لكلِِ من الوالدين والأطفال أيضًا في الكبر إذا لم تعالج.
لذا سوف نتعرف في مقالنا اليوم على اسباب الشفة الارنبية عند الاطفال، وما هي المشاكل المترتبة علي الإصابة بها؟ وما هي طرق علاجها؟ وما نسبة نجاح جراحة الشفة الأرنبية.
ما هي الشفة الارنبية؟
تعرف الشفة الارنبية باسم الشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق (الشق الحلقي)، نظرًا لأن شفة الطفل أو حلقه يعطي مظهرًا يشبه فم الأرنب. كما يشاع قديمًا رواية أن الأم التي تلد طفلًا بالشفة الأرنبية، شاهدت أرنبًا في أثناء فترة الحمل، لكنها رواية خاطئة وليس لها أساس علمي.
تظهر الشفة الأرنبية كشق قي شفة الطفل العلوية أو الحلق العلوي أو كليهما، كما أنها تحدث نتيجة لعدم اكتمال نمو وجه الجنين في أثناء مرحلة الحمل لعدة أسباب سنذكرها لاحقا.
الجدير بالذكر أن الشفة الأرنبية تنتشر بين الإناث أكثر من الذكور، بينما الحنك المشقوق ينتشر ظهوره في الذكر عن الإناث.
كما أن هناك طفلا لكل 700 طفل يصاب بتشوه الشفة الأرنبية أيضًا.
اسباب الشفة الارنبية عند الاطفال
بعد تصريحات الرابطة الألمانية لطب الأنف والأذن والحنجرة بأن الشفة الارنبية أو الحلق المشقوق صنف ضمن أمراض التشوهات الخلقية التي تصيب الأطفال، كما يرجع وصفه باسم الشفة الأرنبية، لأنها الشفة العلوية تأخذ شكل فم الأرنب.
تتمثل أسباب الشفة الارنبية عند الاطفال فيما يلي:
أسباب وراثية:
الشفة الأرنبية أحد التشوهات الخلقية التي تصيب الجنين في أثناء فترة الحمل، نتيجة لأسباب وراثية.
ربما يحمل أحد الأبوين أو كليهما الجين المسؤول عن ظهور الحنك المشقوق أو الشفة المشقوقة مما يؤدي إلى عدم اكتمال النسيج المسؤول عن نمو الوجه في الشهور الأولى من الحمل. لذا يظل الطفل مدة الحمل كاملة غير مكتمل نمو الشفة العلوية أو الحلق العلوي أو كليهما، ويولد بهذه الظاهرة التي تسبب حزنًا وقلقلًا لأسرة الطفل المولود.
تجدر الإشارة أن زواج الأقارب، يعطي احتمالية ولادة جنين مصاب بالشفة الأرنبية.
بالإضافة إلى عدة عوامل بيئية تساهم في ظهور تلك المشكلة الخلقية.
تتمثل هذه العوامل فيما يلي:
- وجود الجين المسؤول عن هذا العيب الخلقي بالإضافة إلى عوامل البيئة المساعدة مثل التلوث والضغط العصبي التي تتعرض له الأم في أثناء فترة الحمل.
بالإضافة إلى وجود أحد أفراد عائلة الطفل من ناحية الأم أو الأب أو كليهما مصابًا بالشفة الأرنبية. - احتمالية حدوث هذا التشوه الخلقي نتيجة لتعرض الأم لبعض الفيروسات المرضية أو بعض المواد الكيمائية، التي تؤثر على نمو الجنين بشكل طبيعي داخل رحم الأم.
- ربما بسبب تناول الأم في أثناء فترة الحمل أو قبل التخطيط للحمل لبعض الأدوية، التي تلعب دورًا في حدوث التشوهات الجنينة.
تتمثل هذه الأدوية فيما يلي:
- الأدوية التي تستخدم في علاج حب الشباب مثل: الأكيوتان.
- الأدوية التي تستخدم في علاج أمراض المناعة الذاتية والصدفية.
- بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج السرطان.
- أدوية علاج الصرع والتشنجات العصبية.
- الأم المدخنة أكثر عرضة لإنجاب أطفال بتشوهات جنينية.
- كذلك نسبة ظهور التشوهات الخلقية أعلى لدى الأمهات اللاتي يشربن الكحول.
- بالإضافة إلى زيادة نسبة التشوهات الجنينية لدى الأمهات المصابات بداء السكري قبل الحمل.
- نقص بعض الفيتامينات عند الأم، أو اهمالها لتناول الفوليك أسيد في شهور الحمل الأولي، كذلك نقص فيتامين د.
ما هي علامات الإصابة بالشفة الارنبية؟
عادة، يلاحظ وجود شق في الشفة العلوية أو الحنك العلوي (سقف الفم) بعد الولادة مباشرةََ.
الجدير بالذكر أن هناك عدة أشكال للشفة الأرنبية.
تتمثل أشكال الشفة الارنبية فيما يلي:
- شق في سقف الفم ولا يظهر في الوجه، هو لا يؤثر في المظهر الجمالي للطفل ولكن يتسبب في بعض المشاكل التي سنذكرها لاحقًا.
- شق في الشفة العلوية أو أعلى الفم، تظهر على أحد جانبي الوجه أو كليهما.
- شق في الشفة، قد يقتصر فقط على الشفة أو يمتد إلى اللثة أو ربما يمتد إلى الحلق وهو أشدهم ضررًا في المظهر الخلقي للطفل، كذلك أيضًا في المضاعفات المترتبة على الشفة الأرنبية.
- في بعض الحالات يظهر الشق في العضلات الرخوة للحلق، لذا يصعب تشخيصه بعد الولادة. إذ تبدأ أعراضه ومضاعفاته في الظهور مع تقدم عمر الطفل.
المضاعفات المصاحبة للشفة الارنبية
تسبب التشوهات الخلقية للطفل خاصة الشفة الأرنبية تشوهات تجميلية، تؤدي إلى سوء الحالة النفسية للطفل لعدم تقبله مظهره الخارجي بالإضافة إلى تعرضه للتنمر من المجتمع.
تجدر الإشارة أن المضاعفات المصاحبة للشفة الأرنبية لا تقتصر على الشكل الجمالي بل تشمل أيضًا عدة مشاكل صحية.
تتمثل هذه المضاعفات فيما يلي:
- صعوبة في أثناء الرضاعة، مما يترتب على ذلك مشاكل في نمو الطفل بشكل طبيعي.
- تؤثر على نمو الأسنان والحنك العلوي، بالإضافة إلى احتمالية حدوث تشوهات في نمو الأسنان والفك.
- تسبب التهابات في الأذن الوسطى والداخلية.
تزداد هذه المضاعفات في حالة امتداد الشق إلى الحلق وسقف الفم، فتؤدي إلى حدوث مشاكل في نطق الحروف والكلمات. بالإضافة إلى حدوث خنف للطفل عند التحدث.
كما تزداد فرص الإصابة بالإعوجاج الأنفي، الذي يؤدي إلى صعوبة في التنفس.
كذلك تؤدي إلى زيادة احتمالية تجمع ماء داخل الأذن خلف الطبلة، يترتب عليها ضعف السمع.
كيف يتم تشخيص الشفة الارنبية؟
تعد الشفة الارنبية من المشاكل الخلقية، التي يسهل تشخيصها في أثناء فترة الحمل عبر الموجات فوق الصوتية (السونار).
متى تكتشف الشفة الارنبية؟
يكتمل نمو نسيج الوجه بعد اكتمال الشهر الثالث من الحمل، لذا يتم اكتشاف الشفة الأرنبية عبر الموجات فوق الصوتية أو الأشعة التليفزيونية في الشهر الرابع أو الخامس.
الجدير بالذكر أنه يصعب اكتشاف شق الحلق غير المصحوب بالشفة المشقوقة عبر الموجات فوق الصوتية. في هذه الحالة يتم التشخيص بعد الولادة.
هل الشفة الارنبية لها علاج؟
إن السبيل الوحيد إلى علاج الحنك المشقوق والشفة المشقوقة هو التدخل الجراحي، في الشهور الأولى لولادة الطفل.
قد يحتاج الطفل لعملية واحدة أو ربما يحتاج لأكثر من عملية، يرجع ذلك لنوع الشفة الأرنبية ودرجتها.
الجدير بالذكر، أن الشفة الأرنبية تحتاج إلى أربعة مراحل للعلاج وهما كالتالي:
- علاج الشفة الأرنبية بالتدخل الجراحي.
- علاج الحنك المشقوق بالتدخل الجراحي.
- تقويم الأسنان وإصلاح الفك.
- الجراحة التجميلية.
متى يتم إجراء عملية الشفة الارنبية؟
إذا كانت الشفة الأرنبية مقصورة على الشفة المشقوقة فقط، فيتم إجراء العملية بعد مرور ثلاثة أشهر على ولادة الطفل. أما إذا كانت الشفة الأرنبية ممتدة لشق سقف الفم، يتم إجراء الجراحة بعد مرور الشهر السادس من ولادة الطفل.
لكن بالنسبة للجراحة التجميلية لإصلاح الندوب وآثار العملية، يتم إجرائها بعد عمر 16 عامًا، لضمان اكتمال نمو الطفل وتجنب حدوث أي تغيرات.
ما هي نسبة نجاح عملية الشفة الارنبية؟
على الرغم من أن مشكلة الشفة الارنبية تسبب قلقًا للوالدين عند ولادة طفلهم وتثير ذعر كل من يرى الطفل، إلا أنها من العمليات الناجحة جدا لاسيما إذا تم إجرائها في الشهور الأولى من ولادة الطفل. فلا داعِِ للقلق إذا ظهرت حالة الشفة الأرنبية على أحد أطفال عائلتك.
الشفة الارنبية بعد العملية
تعد عملية الشفة الأرنبية من العمليات المضمون نسبة نجاحها، لكنها تحتاج إلا تدخل كلا من: جراح التجميل، وأخصائي التخاطب، وطبيب الأسنان، وطبيب الأنف والأذن، وطبيب الأطفال. إذ أن الحالة تحتاج لتدخل كل هذه التخصصات لضمان نجاح العملية وظهور الطفل بصورة طبيعية.
ختاما، لا داع للقلق إذا ولد لك طفل يعاني من الشفة الارنبية، فنسبة نجاح علاجها بالتدخل الجراحي عالية جدا، لكن الأمر يحتاج لرضا بقضاء الله وصبرًا على إجراء خطوات العلاج والاهتمام بها.