يعد سرطان البروستاتا من أخطر أنواع السرطانات التي تصيب الرجال، إذ يتسبب في نسبة كبيرة من الوفيات بين الذكور.
يحدث سرطان البروستاتا نتيجة للنمو غير الطبيعي لنسيج غدة البروستاتا (توجد في الجهاز التناسلي للذكور فقط). هي غدة صغيرة الحجم مسؤولة عن إنتاج السائل المنوي، الذي يعمل على تغذية الحيوانات المنوية ونقلها.
فما هي أسباب نمو الخلايا السرطانية في غدة البروستاتا؟ وما هي أهم الأعراض التي يجب التوجه للطبيب المختص فور ظهورها؟ وما هي طرق الوقاية وعلاج سرطان البروستاتا؟ هذا ما ستطرحه سطور مقالنا الآتي.
ما هي أسباب حدوث سرطان البروستاتا؟
لا يوجد سبب علمي واضح وراء حدوث ونمو الخلايا السرطانية في نسيج غدة البروستاتا. لكن وجد أن 1 من ضمن 3 رجال يصابون بأورام البروستاتا لمن هم فوق 50 عامًا.
الجدير بالذكر ليس كل أنواع أورام البروستاتا خطيرة أو أورام سرطانية خبيثة، فهناك بعض الحالات لديها أورام حميدة تستجيب إلى العلاج والتدخل المبكر.
كما تجدر الإشارة أن هناك عدة عوامل تساهم في حدوث سرطان البروستاتا عند الرجال.
تتمثل هذه العوامل فيما يلي:
- السن: يزداد خطر الإصابة بأورام البروستاتا مع تقدم السن، إذ يزداد ظهورها لدى الرجال فوق 50 من عمرهم، لكنه نادرًا نمو خلايا سرطانية في غدة البروستاتا لمن هم تحت 40 من عمرهم.
- التدخين: أثبتت بعض الدراسات الإكلينكية أن المدخنين لديهم فرص إصابة أكثر بسرطان البروستات عن الرجال غير المدخنين، كما تزداد نسبة الوفيات بسرطان البروستات لدى الذكور المدخنون.
- التاريخ العائلي للمرض: الرجال الذين لديهم تاريخ وراثي في العائلة بالإصابة بسرطان البروستات أكثر عرضة للإصابة عن غيرهم.
- الحمية الغذائية والروتين اليومي: وجد أن الأشخاص الذين يتناولون غذاء غير صحي يعتمد على الدهون والكربوهيدرات، بالإضافة لعدم مممارسة الرياضة أكثر عرضة من غيرهم بنمو خلايا سرطانية في البروستاتا.
- الموقع الجغرافي: يلعب الموقع الجغرافي والعرق دورًا في ظهور الخلايا السرطانية في غدة البروستاتا، إذ وجد أن الرجال في أوروبا وأمريكا لديهم فرص أكبر بالإصابة بأورام البروستاتا.
ما هي أعراض سرطان البروستاتا؟
لا تظهر أعراض أو علامات واضحة، في المراحل المبكرة لنمو الخلايا السرطانية في البروستاتا. لكن عندما تتضخم البروستاتا ويصبح الورم في مراحله المتقدمة تظهر بعض الأعراض.
كما يوجد 5 أعراض تحذيرية، إذا ظهرت واحدة منها أو أكثر يجب التوجه فورًا للفحص الطبي والمتابعة.
تتمثل هذه الأعراض فيما يلي:
- نزول دم مع البول.
- نزول دم مع السائل المنوي.
- ضعف الانتصاب، وآلام في القضيب.
- آلام شديدة في العظام خاصة الساقين وأسفل الظهر.
- صعوبة عند التبول، واحتقان في مجرى البول.
بالإضافة إلى فقدان الشهية، وفقدان الوزن الملحوظ.
ما هي درجات سرطان البروستاتا؟
هناك أربع مراحل لنمو الخلايا السرطانية في البروستاتا، كما يصفها المختصون بثلاث مسميات على حسب حجم الورم ومدى انتشار الخلايا السرطانية.
تتمثل أنواع السرطان أو درجاته لدى المختصون كما يلي:
- موضعي.
- موضعي في مرحلة متقدمة.
- منتشر.
كذلك يصنف ورم البروستاتا إلى أربع درجات، كما يلي:
- المرحلة الأولى: يكون الورم في مرحلة مبكرة، وحجمه صغير جدًا إذ يصعب اكتشافه ولمسه بالفحص. كذلك يقتصر نمو الخلايا السرطانية على غدة البروستاتا فقط.
- المرحلة الثانية: مازال الورم موضعيًا ومقتصرًا على النمو داخل غدة البروستاتا، لكن يمكن لمسه عند الفحص ورؤيته في تصوير الرنين المغناطيسي. كما أن الخلايا السرطانية لديها القدرة على النمو والانتشار، لذا يجب التدخل الطبي للسيطرة على الورم.
- المرحلة الثالثة: يصفه الاطباء بأنه سرطان موضعي في مرحلة متقدمة، إذ تصل الخلايا السرطانية إلى جدار البروستاتا وربما تمتد إلى الأنابيب الناقلة للسائل المنوي (تنتشر الخلايا السرطانية حول غدة البروستاتا فقط).
- المرحلة الرابعة: تعرف بسرطان البروستاتا المنتشر، وذلك لانتشار الخلايا السرطانية حول البروستاتا. كما أنها قد تصل إلى المثانة والحوض والمستقيم.
هل سرطان البروستاتا سريع الانتشار؟
هناك نوعين من خلايا السرطان المنتشرة في الجسم، وهما:
النوع الأول: خلايا سرطانية تنتشر موضعيًا حول البروستاتا وتقتصر على الغدد والأعضاء المحيطة، إذ تشمل منطقة الحوض والمستقيم.
النوع الثاني: خلايا سرطانية تنتشر بعيدًا في الجسم، إذ قد تصيب العقد الليمفاوية وخلايا الكبد والرئتين والمخ، كما أنها تنتشر وتصل إلى العظام.
هل سرطان البروستاتا المنتشر في العظام يؤدي إلى الموت؟
سرطان البروستاتا أحد أخطر أنواع السرطانات سريعة الانتشار إلى العظام، كذلك أيضًا سرطان الثدي وسرطان الرئة.
تنتشر خلايا البروستاتا السرطانية إلى العظام في المرحلة الرابعة " السرطان المنتشر"، إذ يصاب حوالي 60% من الأشخاص المصابون بمراحل متقدمة من سرطان البروستاتا بسرطان العظام.
الجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج لسرطان العظام الناتج عن أورام البروستاتا، لكن يعطى العلاج من أجل تخفيف الأعراض وحدتها.
كما تنتقل الخلايا السرطانية إلى العظام خاصة عظام الفقرات والفخذ والضلوع.
تجدر الإشارة أن سرطان البروستاتا المنتشر في العظام يؤدي إلى الوفاة خاصة إذا كان الورم سريع الانتشار أو إذا كان المريض متقدم في العمر.
كما أن هناك دراسة سريرية نشرت عام 2017 تنص على الآتي:
- تحدث الوفاة في 35% من المصابين بعد مرور سنة من انتشار الورم إلى العظام.
- تحدث الوفاة في 12% من المصابين بعد مرور ثلاث سنوات من انتقال الخلايا السرطانية إلى العظام.
- تحدث الوفاة لدى 6% من المصابين بعد مرور 5 سنوات من الإصابة بسرطان العظام.
متي يكون سرطان البروستاتا خطير؟
يصبح سرطان البروستاتا خطيرًا، في حالة انتشاره خارج البروستاتا سواء انتشار موضعي من الدرجة الثالثة أوالرابعة، أو انتشاره بعيدًا في الجسم في المراحل المتأخرة.
كذلك يصبح أشد خطرًا عند انتشاره إلى خلايا العظام، إذ من المحتمل أن يؤدي إلى الوفاة في غضون عام إلى خمس أعوام كما ذكرنا سابقًا.
كيف يتم تشخيص سرطان البروستاتا؟
يشخص الطبيب المختص المرض من خلال الأعراض السابق ذكرها والفحص السريري. لكن ربما يكون هناك التهاب في البروستاتا فقط ولا توجد خلايا سرطانية.
لذلك يطلب المختص الفحص المخبري مثل: دلالة الأورام للبروستات PSA، إذا كانت النتيجة إيجابية يطلب الطبيب المختص بعذ الفحوصات الأخرى لتحديد درجة سرطان البروستات.
تتمثل هذه الفحوصات فيما يلي:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية Ultrasound.
- التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.
- خزعة البروستاتا (فحص نسيج من البروستاتا) عن طريق إدخال إبرة رفيعة لجمع عينة من البروستاتا وفحصها.
علاج سرطان البروستاتا
هناك عدة طرق لعلاج سرطان البروستاتا، يحددها الطبيب المختص على حسب درجة السرطان ومدى تحمل المريض للعلاج.
تتمثل هذه العلاجات فيما يلي:
- الجراحة لاستئصال البروستاتا.
- العلاج الإشعاعي بعدة جلسات لكنها قد تصيب الخلايا السليمة.
- تجميد أنسجة البروستاتا أو تسخينها، للسيطرة على نمو الخلايا السرطانية.
- العلاج بالهرمونات الذي يعمل على وقف إفراز هرموت التستوسيرون المسؤول عن نمو الخلايا السرطانية.
- العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية.
- العلاج المناعي لحث الجهاز المناعي على محاربة خلايا السرطان.
الجديد في علاج سرطان البروستاتا
هناك تقنيات حديثة في علاج سرطان البروستاتا بالإشعاع، عن طريق تقليل جلسات الإشعاع من 20 جلسة إلى 5 جسات في مدة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين.
كما أن هناك بعض التقنيات تسعى لتكثيف العلاج بالإشعاع ليصبح جلستين مكثفتين فقط.
الجدير بالذكر أن هذه التقنية تقلل من الآثار الجانبية للعلاج بالإشعاع، إذ تقلل فرص إصابة وتأثر الخلايا السليمة من الإشعاع.
ختامًا بعد أن تعرفنا على سرطان البروستاتا وأعراضه، وكشفنا خطورة هذا المرض اللعين. لذا عند ظهور أيًا من الأعراض السابقة يجب التوجه فورًا لزيارة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة. من أجل السيطرة على المرض قبل تطوره ودخوله في مراحل متأخرة يصعب علاجها.