يعد شاي البابونج أحد أشهر المشروبات، التي استخدمت في الطب الشعبي منذ آلاف السنين.
كما شاع استخدامه لدى عديد من الحضارات القديمة في الوصفات الطبية والتجميلية، مثل: الحضارة اليونانية والأوروبية والمصرية والآسياوية.
لذلك يسعى عديد من علماء الأعشاب والعقاقير لدراسة عشبة البابونج، التي تحمل كثيرًا من الأسرار التجميلية والطبية والعطرية.
لذا سنتعرف سويًا من خلال سطور مقالنا التالي، عن أهم فوائد عشبة البابونج، وعن بعض الأضرار التي تسببها إذا استخدمت بكثرة، ومن هم المحذورون من استخدامها؟
ما هي عشبة البابونج؟
تعرف عشبة البابونج Chamomile في دول أوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط، كذلك في بلاد الشام وتركيا منذ القدم في علاج الصدر والجهاز الهضمي وكذلك تستخدم كمهدأ للأعصاب.
عشبة البابونج هي زهور نبات الأقحوان، الذي تتميز بلونها الأبيض. كما يوجد عدة أنواع من نبات الكاموميل، أشهرهم البابونج الألماني والبابنوج الروماني.
تجفف زهور الكاموميل وتصبح لونها أصفر، وتستخدم في كثير من الأغراض سواء الطبية أو التجميلية. فما هي فوائد زهور الكاموميل؟
أهم 5 فوائد لشاي البابونج
تتميز عشبة البابونج بعدة فوائد طبية، من أهم هذه الفوائد ما يلي:
- خفض مستوى سكر الدم
أثبتت بعض الدراسات العلمية فائدة شاي البابونج في خفض مستوى الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري diabetes.
الجدير بالذكر أن شاي الكاموميل لا يعتمد عليه كعلاج لمرضى السكري، لكنه يستخدم بجانب الدواء لزيادة فاعليته.
- تقليل الالتهابات
تحدث الالتهابات نتيجة لنشاط جهاز المناعة بعد الإصابة بالعدوى، أو ربما تحدث نتيجة وجود بعض المشاكل الصحية في الجسم مثل: أمراض المناعة الذاتية، والنزيف، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والاكتئاب.
إذ أثبتت بعض الدراسات السريرية فائدة شاي البابوبنج في تقليل حدة هذه الالتهابات أو منع ظهورها.
- تساعد على النوم والاسترخاء
يعد الاستخدام الشائع لشاي البابونج، من أجل الشعور بالاسترخاء وهدوء الأعصاب بالإضافة إلى مفعوله السحري في المساعدة على النوم. إذ وجد بعض العلماء من خلال بعض التجارب السريرية على 10 : 12 شخص من مرضى القلب، بنومهم سريعًا بعد تناولهم مشروب الكاموميل.
كذلك أيضًا لوحظ نوم بعض الفئران المضطربة، بعد تناولها أعشاب البابونج. كما يرى بعض الباحثين أن تأثير تناول أعشاب الكاموميل يساوي تأثير تناول بينزوديازبين Benzodiazepines.
الجدير بالذكر أن البينزوديازبين يستخدم كوصفة طبية للتخلص من الأرق ولمساعدة على النوم.
- علاج اضطرابات الجهاز الهضمي
يعمل تناول شاي البابونج على تهدئة اضطرابات الجهاز الهضمي وعلى رأسها:
- ارتجاع المريء، يحدث ذلك عن طريق تقليل حمض المعدة بالإضافة إلى دوره كمهدأ إذ يعمل تناول شاي الكاموميل على تهدئة عضلات المريء وصمام المعدة فمينع من ارتداد الحمض إلى المريء. كذلك يعمل كمضاد التهاب، لذا يقلل من حدوث الالتهابات للمريء الناتجة عن تأثره بحمض المعدة.
- يقلل من الغازات.
- يقلل من أعراض القولون العصبي.
- يهدأ من مغص المعدة والقولون.
- يقلل حدوث الغثيان خاصة عند المرأة الحامل.
- علاج الإسهال.
- الوقاية من السرطان وعلاجه
تقترح بعض الدراسات الطبية فائدة شاي البابونج في استهداف الخلايا السرطانية والحد من انتشارها أو منع ظهورها، لكن مازالت هذه الدراسات محل الدراسة ولم تثبت صحتها إلى يومنا هذا.
الجدير بالذكر أن التجارب قائمة على فاعلية عشبة الكاموميل وتأثيرها في الخلايا السرطانية على بعض حيوانات التجارب. كذلك صرح بعض العلماء أن زهور البابونج وزهور القطيفة marigold (تعرف بالمخملية أيضًا)، لهما تأثير قوي في السنوات القادمة في محاربة السرطان.
فائدة شاي البابونج للنساء
يتميز شاي الكاموميل بفوائده الهائلة للنساء من أهم هذه الفوائد مايلي:
- تقليل آلام الدورة الشهرية
تحتوي عشبة الكاموميل على مواد كيميائية تعمل على تهدئة عضلات الرحم، لذا تقلل من التقلصات والآلام المصاحبة للدورة الشهرية
كذلك يعمل تناول شاي الكاموميل على تقليل نوبات القلق والتوتر المصاحبان للدورة الشهرية نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه الفترة.
- تقليل الهبات الساخنة بعد سن اليأس
نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث بعد انقطاع الطمث لدى النساء في سن اليأس، تحدث الهبات الساخنة نتيجة لنقص هرمون الأستروجين.
لذا يعد شاي البابونج العلاج الفعال والآمن لتقليل هذه الهبات الساخنة، التي تعمل على الشعور بالضيق والتوتر لدى النساء
- يستخدم كغسول مهبلي
نظرًا لمفعول شاي الكاموميل المضاد للالتهاب، فهو يقلل من الشعور بالحكة والالتهابات في المهبل. كذلك يلعب دورًا في تقليل الإصابة بالجراثيم والعدوى، بالإضافة إلى رائحتة العطرية التي تعمل على إزالة الروائح الكريهة.
- الوقاية من هشاشة العظام بعد سن اليأس
تعمل هشاشة العظام على زيادة القابلية لليونة العظم وكسره، تزداد فرص الإصابة بهشاشة العظام لدى النساء في مرحلة سن اليأس بعد انقطاع الدورة الشهرية نتيجة لتأثير هرمون الأستروجين estrogen.
لذا أثبتت بعض الدراسات الطبية دور شاي البابونج في خفض تأثير هرمون الأستروجين على العظام، كذلك دوره في الحفاظ على مستوى الكالسيوم، والوقاية من الإصابة بهشاشة العظام.
فوائد شاي البابونج للاعصاب
تحتوي عشبة البابونج على مادتي الفلافونويد وأبجينين، اللذان لهما دورًا في تهدئة الأعصاب والشعور بالاسترخاء.
كذلك يساعد شرب شاي الكاموميل على زيادة معدلات الجلايسين في الجسم، التي تعمل على تهدئة الأعصاب والعضلات وعلاج الأرق والخلود في نوم عميق.
الجدير بالذكر أن شاي الكاموميل يلعب دورًا في علاج اكتئاب ما بعد الولادة، وتقليل التوتر والقلق.
فوائد شاي البابونج للصدر
يساعد شاي البابونج على تهدئة السعال، وطرد وإذابة البلغم. كما أنه يساعد مرضى الربو على تهدئة الأعراض المصاحبة للأزمة التنفسية.
فوائد شاي البابونج للبشرة
اشتهرت عشبة البابونج بفوائدها المتعددة لعلاج البشرة وتعزيز صحة ونضارة الجلد، نظرًا لاحتوائه على مواد تعمل كمضادات أكسدة والتخلص من الشوارد الحرة. بالإضافة إلى مفعوله مضاد للالتهاب، لذا يساعد في علاج أعراض بعض الأمراض الجلدية.
تتمثل فوائد البابونج للبشرة فيما يلي:
- التئام الجروح.
- الالتهابات.
- الحكة.
- الاحمرار.
- الإكزيما.
- تصبغات البشرة.
- علاج حب الشباب.
- مقاومة الشوارد الحرة.
تجدر الإشارة أن استخدام البابونج مع زيت كبد الحوت، يعطي أفضل النتائج في علاج البشرة والحصول على بشرة نضرة ومشرقة.
كذلك يمكنك استخدام منقوع البابونج كتونر للبشرة، إذ يعمل على تنقية البشرة من الأتربة والجراثيم وغلق المسام، بالإضافة لمنحه البشرة نضارة وترطيب.
كما يمكنك أيضًا الاستفادة منه للبشرة بعمل أقنعة للبشرة من مسحوق البابونج وماء الورد.
فوائد شاي البابونج للشعر
تحتوي زهور البابونج على مواد فعالة تساعد في تقوية وتعزيز نمو الشعر، وعلاج التقصف. بالإضافة إلى أنه يستخدم لمنح الشعر بريق ولمعة ولون فاتح، إذا استخدم في الوصفات الطبيعية لصبغ الشعر.
يمكنك استخدامه كغسول للشعر، أو خلط مسحوق البابونج مع الحناء لصبغ الشعر أو إضافة قليل من زهور البابونج إلى الشامبو المفضل إليك للحصول على فوائده المتعددة.
الجدير بالذكر أن شرب شاي البابونج يمنحك عديد من فوائده للبشرة والشعر، كما أن تناول فيتامين د مع شاي الكاموميل يعطي أفضل النتائج لبشرة وشعر صحي.
أضرار شرب شاي البابونج
يعمل استخدام عشبة الكاموميل لفترات طويلة أو بجرعات كبيرة، إلى ظهور أعراض تحسسية.
تتمثل هذه الأعراض التحسسية فيما يلي:
- تورم أو انتفاخ الشفتين أو الوجه أو اللسان وربما الحنجرة.
- تهيج شديد في الجلد مثل: حكة أو احمرار أو تورم.
تجدر الإشارة أنه إذا ظهر إحدى هذه الأعراض، التوقف عن تناول البابونج واستشارة الطبيب فورًا.
ختامًا، بعد أن تعرفنا على عشبة الكاموميل، وأهم 5 فوائد لشاي البابونج. ننصحك عزيزي القاريء بأهمية توفر زهور البابونج في منزلك وتناوله بالجرعات المناسبة دون الإفراط في تناوله، حتى لا تصاب بالأعراض الجانبية المصاحبة لتناوله بكثرة ولفترات طويلة.
